اسمه
أحمد بن عبد الجواد الشافعي السفطي،
وشهرته: الشيخ أحمد الصائم
مولده
وُلِدَ الإمام الشيخ الصفطي - رحمه الله - في أوائل القرن
الثالث عشر الهجري، في قرية صفط العرفاء من ضواحي الفشن، محافظة بني سويف، وإليها نُسِبَ.
نشأته
ومراحل تعليمه
حفظ الإمام السفطي - رحمه الله - القرآن الكريم في قريته
ثم رحل إلى القاهرة ليلتحق بالجامع الأزهر الشريف، فتلقى العلوم على كبار مشايخه وفي
مقدمتهم الشيخ محمد بن محمد السنباوي، الشهير بالأمير الكبير المتوفى سنة 1232هـ الذي
أجازه بجميع ما دوَّنه في ثبته كما تتلمذ على الشيخ الشنواني المتوفى سنة 1233هـ وهو
الشيخ الثالث عشر للأزهر، وعلى الشيخ الإمام الدمهوجي المتوفى سنة 1246هـ، وهو الشيخ
الخامس عشر للأزهر، وعلى غيرهم، واشتغل بالتدريس حتى ولِّي مشيخة الأزهر سنة 1254هـ.
وبرع الإمام السفطي في تحصيل العلوم وحفظ كل ما يلقى عليه،
فأجازه الشيخ الأمير واشتغل بالتدريس، وكانت حلقة درسه من أكبر حلقات الدرس بالجامع
الأزهر، وكان تلاميذه من أنبغ التلاميذ، وظل الإمام السفطي يعطي ما لديه لتلاميذه ولا
يكتفي بذلك بل نشط في تحصيل العلوم والثقافات ليعيد قراءتها وشرحها على تلاميذه.
أخلاقه
كان الإمام السفطي - رحمه الله - مشهورًا بالعِفَّة، والصلاح،
والتقوى، وغزارة العلم، وسعة الاطلاع.
مؤلفاته
ظل الإمام الشيخ السفطي - رحمه الله - منشغلا بالجامع الأزهر
وأعبائه والتدريس، مما منعه من وضع المؤلفات والشروح؛ لأنه كان يعطي معظم وقته لتلاميذه
ليرد على استفساراتهم، ويشرح ما يصعب عليهم، ولذلك لم تذكر الفهارس والكتب مصنفات للشيخ
السفطي سوى إجازتين:
1. إجازة منه للشيخ أحمد بن محمد الجرجاوي والشهير
بالمعرف وكان موجودا سنة 1267هـ أجازه بها بجميع ما تجوز لها روايته مما تلقاه عن أساتذته
ومنهم الشيخ محمد بن أحمد الأمير الكبير بما في ثبته أولها بعد البسملة "نحمدك
اللهم بمحامد لا انقطاع لإسنادها ونشكرك على النعم يؤذن الحمد بازديادها" وتوجد
منه نسخة خطية بخط الشيخ الإمام بتاريخ 5 ربيع اآخر 1254 رقم 512 مصطلح الحديث دار
الكتب المصرية.
2. إجازة أخرى من الشيخ الإمام السفطي أجاز بها الشيخ حسنين
أحمد الملط الحنفي أولها بعد البسملة "نحمدك على نعم لا انقطاع لإسنادها، ونصلي
على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم هادي الأمة" وآخرها "قد أجزت ولدنا المذكور
بما يجوز لي وعني روايته، وما تلقيته من المشايخ بشرط المراجعة وسؤال أهل العلم ولا
يقدم على شيء يعلم حكم الدين، وتوجد منه نسخة بخط المؤلف الإمام كتبها في 18 محرم سنة
1262 هـ والشرط الذي اشترطه الإمام في هذه الإجازة يدل على ورعه وتقواه وأمانته، وهذان
المصنفان يعبران عما كان للرجل من شأن في دنيا العلوم والفنون من جهة، وما كان له من
تفوق على زملائه وعلماء عصره من مذهب الشافعية من جهة أخرى.
وقال
بعض الشعراء في مدحه
الآن تثبت للهنا ولائم = ينفى بها لاح ألح ولائم
لاغرو أن خطب العلا بنفوسهم = قوم بين الكرام أكارم
فتمنعت وأبت سواه وأرخت = وكان الخليق بي المصلي الصائم
وكان مشهورا بالصلاح، وظل شيخا للأزهر لمدة تسع سنوات، والمصادر
لم تعطنا صورة واضحة لحياته، وغير كافية عن أعماله ومصنفاته، ولم يعرف الأسباب التي
من أجلها سلك المؤرخون هذا المسلك، على الرغم من طول مدة جلوسه على كرسي المشيخة، فتسع
سنين كافية لتوضيح ذكره ومزاياه وآثاره.
وربما تكون العلة كما حدث مع بعض شيوخ الأزهر السابقين أنه
لا يحب الظهور لكثرة انقطاعه لعبادة ربه.
آثاره
العلمية وتأثيره
لقد بلغ الشيخ الإمام السقطي مبلغًا ومنزلا كبيرًا في الفقه
الشافعي، لم يبلغها أحدٌ من معاصريه، ولم يختاره العلماء للمشيخة من أجل هذه الميزة
فقط، وإنما اختاروه لمزايا أخرى متعددة، وكان رحمه الله إذا جن الليل خلا إلى ربه يناجيه
ويشكره، وفي الصباح يصوم، متعبدا بالليل صائما بالنهار.
ومع هذا كله فقد كان يؤدي شئون منصبه في كفاءة، لأن الله
سبحانه وتعالى يبارك في وقته ويعينه على أداء عمله وشأنه في ذلك شأن كثير من العلماء
الذين تركوا تصانيف كثيرة وموسوعات ضخمة، لو قسمت على سني حياتهم ما اتسعت لبعضها.
أما الشوخ الذين تتلمذ عليهم الشيخ السفطي فهم كثيرون، منهم
الشيخ الشنواني والدمهوجي والأمير، فيهم الفقيه والأديب والعالم، وأما تلاميذه فمن
بينهم الباجوري والعروسي الحفيد والعباسي المهدي، وهؤلاء جميعا قد تقلدوا مشيخة الأزهر،
وما ألفوه ينسب فيه الفضل له، وللإمام السفطي مآثر ومزايا متعددة منها أنه لبث تسع
سنين على كرسي المشيخة، وكان حريصًا على رفع شأن الأزهر، وتوفير الكرامة لعلمائه وطلابه.
ولايته
للمشيخة
ولي الإمام الشيخ السفطي - رحمه الله - مشيخة الأزهر عقب
وفاة الإمام الشيخ القويسني - رحمه الله - وظل في هذا المنصب يقوم بأعبائه، ويعمل لصالح
الجامع الأزهر، وتذليل العقبات أمام الدارسين فيه، والوقوف بجانب علمائه ومشايخه.
كتاب فتاوى الامام الشيخ أحمد الصفطى
تحميل كتاب فتاوى الامام الشيخ أحمد الصفطى
وفاته
توفي الإمام الشيخ السفطي - رحمه الله - سنة 1263هـ
-1847م فلبى نداء ربه راضيا مرضيا ، وصلي عليه بالأزهر الشريف ثم دفن بقرافة المجاورين.
كثيرًا ما يلتبس على الباحثين اسم الإمام السفطي باسم الشيخ
عبد الله بن أحمد الشافعي السفطي، صاحب كتاب (العقد الثمين فيما يتعلق بأمهات المؤمنين)
الذي ألَّفه سنة 1223هـ، وبالشيخ مصطفى السفطي ، المولود سنة 1250هـ والمتوفى سنة
1327هـ. ولا ندري صلة أحدهم بالآخرين، وإن كان الثلاثة عاشوا في القرن الثالث عشر الهجري