0
منطقة أثار الحيبه (شرق النيل)


كان اسمها قديماً (حت بنو) وتحول الاسم فى اليونانية إلى (هيبونوس) الذى ارتبط بأسطورة نشأة الخلق

فى مذهب (عين شمس) وبعد الفتح الاسلامى سماها المسلمون  بالحيبه (اسمها الحالى).

- كانت منطقة الحيبة (كما ذكر  جمال عليش عبدالسلام، كبير باحثى وزارة الآثار ) مدخلًا انتقاليًا من عصر الدولة الحديثة إلى عصر الانتقال الأول، الذى كان فى بدايته ضعف فى أواخر عصر الأسرة ٢٠، حيث انقسمت مصر إلى مقاطعتين كبيرتين فى أواخر عهد الملك رمسيس الحادى عشر، وكان لكل مقاطعة حاكم، وكانت الحيبة هى الحد الفاصل بين المملكتين، وكانت تابعة لمملكة الجنوب التى سيطر عليها حريحور كاهن آمون الأعلى فى طيبة، وأصبحت الحيبة مدينة حدودية عسكرية نظرًا لوقوعها فى نقطة استراتيجية مهمة فوق هضبة صخرية مرتفعة، وأصبحت محورًا متميزًا لمراقبة حركة المرور فى نهر النيل بسهولة.

- كانت الحيبة مدينة عسكرية وحصنًا، وكان يقطن فيها كبار رجال الجيش، والمدينة كانت محاطة بسور ضخم من الطوب اللبن من ثلاث جهات، أما الجانب الرابع فكان نهر النيل، وكان فى ذلك الوقت يجرى أسفل المدينة لكنه غيَّر مساره مع مرور الزمن، ويبعد الآن ٣٠٠ متر عن المدينة، وقد قام (باى نجم)، كاهن أعلى لآمون، ببناء هذا السور وختم اسمه على قوالب الطوب، وكذلك جاء الملك شاشنق الأول، مؤسس الأسرة الثانية والعشرين، وبنى معبدًا من الحجر الجيرى للإله آمون، ونقش على جدرانه تقديمه القرابين لآمون وإيزيس كما ظهر فى نقش واقفًا يضرب أسيرًا أو عدوًا.

- والملك شاشنق الأول هو الذى ذُكر فى التوراة بأنه قام بحملة عسكرية على مملكة يهوذا فى فلسطين، ودمر معبد الرب، واستولى على كنوز الرب.

- يحيط بالمعبد سور من الطوب اللبن.

- يعد شاشنق الأول أحد أقوى وأنجح الملوك فى مصر فى عصر الانتقال الثالث، وقد بدأ بقوة النهضة الثقافية والحربية، وغزا فلسطين فى السنة الخامسة من حكم رحبعام ملك إسرائيل وكرس معبدًا للإله آمون فريدًا من نوعه، وأكمل المعبد من بعده ابنه أوسركون الأول، وربما أضاف إليه الملك نختنبو البروناووس فى الأسرة الثلاثين، وداخل المدينة أطلال منازل سكنية ومنشآت صناعية ومدنية وكان للمدينة بوابات متعددة، ويوجد بالمدينة جبانة كبيرة وساحة مربعة خُصصت لدفن التماسيح، واستمرت المدينة عامرة ومأهولة حتى القرن الرابع الميلادى على الأقل، وقد عثر فى مدينة الحيبة على بردية (ون آمون) المشهورة، المعروفة باسم بردية موسكو، وهى البردية التى كُتبت فى العام التاسع عشر من حكم رمسيس الحادى عشر، وتسجل رحلة «ون آمون» إلى ميناء جبيل فى لبنان وهى الساحل الفينيقى فى ذلك الوقت لإحضار أخشاب الأرز من أجل مركب آمون باعتباره رسول آمون بناء على تكليف حريجور كبير كهنة آمون له، وتعكس هذه الرحلة تدهور علاقة مصر بالساحل الفينيقى نتيجة لضعف مصر فى تلك الفترة.

- وأول من استكشف الحيبة هو العالم دارسى والعالم المصرى أحمد كمال، وقد زار الموقع عام ١٨٩٢، وكان يهدف إلى البحث عن برديات ثم جاء أحمد كمال فى عام ١٩٠١، وقام بدراسة الموقع ونشر وصفًا للمعبد وعمل حفائر وعثر على مومياوات لتماسيح، ثم جاء العالم جرينفل وهانت فى عام ١٩٠٢ و١٩٠٣ وعثرا على برديات تحتوى على نصوص يونانية وبطلمية تعود إلى القرن الثالث قبل الميلاد، ونشراها فى مجلدين، ثم جاء العالم الألمانى يونكر عام ١٩١١، ثم العالم رانك فى عام ١٩١٣ و١٩١٤، وعمل استكشافًا لمنطقة المعبد، ثم قامت بعثة إيطالية بعمل حفائر فى بعض المنازل والمدافن اليونانية والرومانية بحثًا عن البرديات.


















إرسال تعليق

 
Top